Minimum custom amount to enter is AED 2
By donating, you agree to the Privacy Policy and Terms of Service
تخيّل قطعة خفية من الجنة، تقع بجوار الأشرفية، شاطئ هادئ يُدعى “المدوّر”، كانت العائلات تضحك فيه، وتلعب، وتجد فيه ملاذًا من صخب المدينة. كان هذا الشاطئ أحد أجمل أسرار بيروت المحفوظة بعناية، لكنه اختفى مع مرور الزمن وتغيّر الأحوال. ومع ذلك، لا تزال ذكراه متوهجة في الأذهان.
في أوائل عشرينيات القرن الماضي، قبل أن تهيمن الطرق السريعة والمباني العالية على المشهد، كان المدوّر وجهة ساحلية نابضة بالحياة. كانت العائلات تتوافد إلى مياه خليج سان أندريه الصافية، لتقضي أيامًا بسيطة وجميلة قرب البحر.
لم يكن المدوّر مجرد شاطئ، بل كان ملاذًا هادئًا قريبًا من وسط المدينة. أجيال من سكان بيروت صنعوا فيه ذكريات سعيدة، وهم يلهون بين الأمواج ويستمتعون بأشعة الشمس. لقد كان مزيجًا مثاليًا بين الحياة الحضرية والطبيعة الخلابة.
مع مرور السنوات، نمت المدينة وتبدّلت ملامحها. واختفى ذلك الشاطئ النابض بالحياة تدريجيًا، بعدما حلّت مكانه الطرقات والمباني الجديدة. لم يتبقَ منه سوى صور قديمة وذكريات يرويها من عرفوه يومًا.
اليوم، لم يعد شاطئ المدوّر موجودًا إلا في كتب التاريخ وذاكرة من عاشوا جماله. يذكّرنا هذا المكان بالتغيرات التي شهدتها بيروت، وبالأماكن العزيزة التي قد تختفي مع الزمن. واستذكارها يمنحنا تقديرًا أعمق لقصة المدينة الغنية وجمالها الذي كان يومًا ما حقيقيًا وملموسًا.
Minimum custom amount to enter is AED 2
By donating, you agree to the Privacy Policy and Terms of Service