Minimum custom amount to enter is AED 2
By donating, you agree to the Privacy Policy and Terms of Service
من طفلة في واشنطن إلى سفيرة للمملكة
في رحلة استثنائية لواحدة من أبرز الشخصيات النسائية في عالم السياسة والدبلوماسية، هناك شخصيات تبرز لا بحكم مناصبها فقط بل بتأثيرها العميق وأسلوبها المتفرّد في تمثيل أوطانها ومن بين هذه الأسماء تبرز الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، المرأة التي جمعت بين الحضور الراقي والتأثير الهادئ والرؤية المستقبلية الواضحة
ولدت الأميرة ريما في الرياض عام 1975 لكنها قضت طفولتها ومعظم سنوات حياتها في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث كان والدها الأمير بندر بن سلطان يشغل منصب السفير السعودي لدى الولايات المتحدة لمدة تجاوزت عقدين من الزمن، هذا التداخل الثقافي بين الشرق والغرب منحها نظرة مزدوجة للعالم وقدرة نادرة على فهم العوالم السياسية والاجتماعية بلغة مشتركة
تنتمي الأميرة ريما لعائلة سعودية سياسية عريقة بكل معنى الكلمة:
والدها: الأمير بندر بن سلطان، أحد أبرز الدبلوماسيين السعوديين
والدتها: الأميرة هيفاء بنت فيصل، ابنة الملك فيصل بن عبدالعزيز والملكة عفت
خالها: الأمير سعود الفيصل، أطول من تولى وزارة الخارجية في العالم
جدها: الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد ووزير الدفاع السابق
هذه البيئة لم تكن فقط محاطة بالسياسة بل مشبعة بالثقافة والمسؤولية والحنكة وهي ما شكّل شخصية الأميرة لاحقاً
في عام 2019 دخلت الأميرة ريما التاريخ من أوسع أبوابه عندما تم تعيينها أول سفيرة للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة
أمر ملكي: باسم #خادم_الحرمين_الشريفين #الملك_سلمان_بن_عبدالعزيز #الأمير_محمد_بن_سلمان
نائب ملك المملكة العربية السعودية
يأمر بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة لخادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية بمرتبة وزير. pic.twitter.com/h7YYvFrip0— بدر العساكر Bader Al Asaker (@Badermasaker) February 23, 2019
بهذا القرار أصبحت الأميرة ريما أول وجه دبلوماسي نسائي سعودي في واحدة من أهم العواصم السياسية في العالم ولكن تعيينها لم يكن محض خطوة رمزية، بل انعكاس لمسيرة عملية وإنجازات واضحة
الرئيس الأمريكي ترامب متحدثا عن الأميرة ريما بنت بندر سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية:
.
( انتي من أعظم النساء في العالم و أقوى امرأة بالعالم ) 🇸🇦🇺🇸 pic.twitter.com/Tp7NKrGrdc— الردع السعودي ١٧٢٧م 🇸🇦 (@s_hm2030) February 19, 2025
قبل تولّيها المنصب الدبلوماسي كانت الأميرة ريما تشغل منصب نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة لشؤون المرأة حيث لعبت دوراً رئيسياً في دمج المرأة السعودية في القطاع الرياضي لأول مرة بشكل مؤسسي وظهرت في هذا السياق إلى جانب ابن خالها وزير الرياضة الحالي، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في مشهد عائلي رسمي يؤكد التغيير الاجتماعي المدروس الذي تشهده المملكة
بعيداً عن المناصب الرسمية أسست الأميرة مبادرة “ألف خير” الهادفة إلى تمكين المرأة السعودية عبر التدريب المهني وخلق فرص العمل كما كانت حاضرة في ملفات الشباب والتنمية المستدامة، ودفعت نحو إدماج الطاقات الشابة في صياغة المستقبل السعودي الجديد
ورغم مكانتها البارزة إلا أن ظهورها الإعلامي محدود ومدروس بحيث تفضّل الأميرة ريما الخصوصية لكنها تظهر في محافل كبرى مثل منتدى دافوس حيث ألقت كلمات ملهمة حول المرأة والشباب والمستقبل
كما شاركت في بودكاست “The Mo Show” في لقاء اتسم بالصراحة والشفافية تحدثت فيه عن نشأتها وهويتها وتجاربها الدبلوماسية
@lovinsaudi ظهور مميز لسمو الأميرة ريما كالعادة و فخورين برأيها 💚 #LovinSaudi @themoshowpod ♬ original sound – Lovinsaudi
بعيداً عن الرسمية ظهرت الأميرة ريما في لحظات إنسانية مؤثرة مع ابنها الأمير تركي بن فيصل بن تركي وأعربت أكثر من مرة عن فخرها بدورها كأم سعودية وعربية ومسلمة، هذا الجانب العاطفي الإنساني يكمّل صورتها الرسمية ويضفي عليها طابعاً قريباً من الناس رغم تحفظها الإعلامي
تحمل الأميرة ريما شهادة بكالوريوس في دراسات المتاحف من جامعة جورج واشنطن مع تركيز خاص على الحفاظ على الآثار مما يفسّر اهتمامها بالفنون والثقافة ويدعم رسالتها في التوازن بين الحداثة والهوية
سمو الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان
سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى أمريكا:” لدينا تاريخ من القيم التي لا تتشابه مع قيمكم وعليكم احترامها وليس من الضروري ان تتوافقوا معها ، وأود أن اذكركم بأننا لا نعمل لارضاء أي شخص خارج بلادنا بل نعمل لأجل شعبنا “.
📌 الهدوء والمنطق 👍🏻🇸🇦 pic.twitter.com/Vi50GOCx2w
— سلمان بن حثلين (@S_H_188) October 1, 2020
حضرت الأميرة لحظة انطلاق ريانة برناوي وعلي القرني إلى الفضاء وصرّحت بأنها كانت أيضاً حاضرة عام 1985 عندما انطلق الأمير سلطان بن سلمان في رحلته الفضائية وكانت حينها طفلة في العاشرة، هذا الرابط بين جيلين من السعوديين في الفضاء يرمز بشكل مثالي إلى انتقال السعودية من الحلم إلى الإنجاز، ومن التمثيل الرمزي إلى الريادة الفعلية
ختامًا، الأميرة ريما بنت بندر ليست فقط أول سفيرة، ولا مجرد امرأة من عائلة ملكية…هي صوت سعودي جديد يحمل في طياته جذور التاريخ، لكنه يوجه بوصلة المستقبل بثقة وهدوء ووعي، هي نموذج حيّ لما يمكن أن تكون عليه المرأة السعودية في العصر الحديث: دبلوماسية، ريادية، مثقفة، أم، ووجه مشرّف لبلادها في الخارج🙏🏻🇸🇦
Minimum custom amount to enter is AED 2
By donating, you agree to the Privacy Policy and Terms of Service