عسير.. السعودية من منظور مختلف

إذا كنت تعتقد ان السعودية كلها رمال و صحراء، فصدقني انت للحين ما شفت السعودية

وتحديداً من منظور الجنوب ومنطقة عسير.. الجوهرة الخضراء اللي تذوب فيها الغيوم على صدور الجبال وتغني فيها القرى القديمة حكايات من مئات السنين.

الجنوب احساسها مختلف، الهواء أخف، واللون أعمق، والناس قلوبهم أوسع من مدى الجبال اللي تحيط فيهم، عسير مو بس وجهة، هي إحساس.

رجال ألمع

اللؤلؤة الحجرية اللي تبهرك بتفاصيلها. بيوتها كأنها واقفة بكل فخر وتحكي عن حكايات وقصص عبر الزمن، مبنية من حجر وطين، ومزخرفة بألوان تخطف العين. كل نافذة فيها تحكي قصة، وكل زقاق يوصل لذاكرةٍ مليانة تراث وكرم ودفء.
كانت قبل ممرّ للتجار، واليوم صارت ممرّ للزوار من كل مكان يبغون يشوفون الوجه المختلف من السعودية.

القرية هادئة، لكن فيها حياة. تشم فيها ريحة البُن، وتسمع صدى الضحكات القديمة، وتشوف الحرفيين يعيدون سحر الماضي بلمسات اليوم. متحفها الكبير داخل أحد القصور القديمة، يجمع آثار أهلها من أزياء وأدوات وصور ووثائق نادرة.

موصى به

مطار ابها الجديد من تصميم فوستر!أمير منطقة عسير يكشف محادثة خاصة مع ولي العهدالصخور و الأعمدة البازلتية في عسير

أما أعالي جبال عسير

فهي عالم ثاني تمامًا.. وتحديدًا هناك في السودة، يتبدّل معنى الغروب، ما عاد مجرد لحظة نهاية نهار بل مشهد كامل من الجمال الفاخر، يصعب تكراره في أي مكان آخر من السعودية.

السودة في المساء تتحوّل إلى لوحةٍ صامتة، لكنها مليانة موسيقى.
تسمع فيها الريح بين الأشجار، وصوت طيور ترجع لأعشاشها، ودفء صوت الناس في المجالس القريبة.. كأن الكل يعيش الإيقاع نفسه.

وهناك، في ذلك الهدوء العظيم، تفهم ليه أهل الجنوب دايم يقولون: “اللي ما شاف غروب السودة، ما عرف معنى السلام”…

اما الناس هنا عندهم فن التعامل مع الحياة… بسيطين، لكن حضورهم يملأ المكان. لهجتهم وضيافتهم وكرمهم، وقلوبهم الجميلة مثل أرضهم.
حتى المطر له طعم مختلف في عسير، لما يختلط صوت المطر وريحة الطين والريح الباردة.

وكل مرة تروح هناك، تحس إنك تكتشف السعودية من جديد. السعودية اللي فيها الصحراء والبحر، والثلج والمطر، والحديث والقديم.
بس الجنوب؟ له نكهة ما تنعاد.

فكر تزورها… مو بس لأن طبيعتها تخطف الأنفاس، بل لأنها تخليك تفهم معنى “الانتماء” تنتمي لهدوئها، لتراثها، ولحكاياتها الجميلة.

في النهاية، عسير مو وجهة سياحية بس…
عسير حالة حب بين الإنسان والمكان.