الاحتراق الوظيفي وحمّى العمل

Avatar

الاحتراق الوظيفي وحمّى العمل

دائماً تأتي نهاية السنة والشهور الأخيرة بفائض من العمل، وفائض من المهام المتراكمة أو وليدة اللحظة والتي تتطلب أن تُنجز على أكمل وجه لكن في وقت قصير جداً؛ تحديداً في شهري نوڤمبر وديسمبر.

هل من المحتمل ان يكون لدى كل منا هاجس وخوف داخلي عميق من شهرين الضغط؟ أو لعلي أُسميهم شهرين الإحتراق الوظيفي!

نسمع كثيراً مصطلح الاحتراق الوظيفي، ويتردد على مسامعنا من الموظفين وغير الموظفين؛ حتى أن تويتر سرعان ما يتفجر بتغريدات المستائين من دخولهم لدوّامة من العناء المصحوب بالشكاوى المنتهية بالاستقالات

الاحتراق الوظيفي وحمّى العمل

قد يتبادر لأذهاننا تسمية هذه الأشهر بموسم حصاد الإستقالات مع كل هذا الإقبال نحو تبني المصطلح والاندماج مع الفكرة بطريقة ”دراميّة“ كما يبدو، والمربك فيما يتعلق بتفشي المصطلح وانتشاره هو ان الأمر اصبح اشبه بالموضة وبات الجميع يستخدم المصطلح بوعي او لا وعي، حتى أن اأت صديقتي والتي تبلغ من العمر ١٣ سنة كانت تنطق المصطلح بلكنة طفولية عفوية متعثرة نوعاً ما بسبب غرابة المصطلح لكن على ما يبدو راق لها استخدامه، فالواقع أتمنى عندما تكبر ان لا تختبر معناه الحقيقي.

قد يخيل الينا ان ما نشعر به في الأشهر الأخيرة من كل سنة أنه احتراق وظيفي او ربما ترصّد اداري او اياً كان، لكن في الواقع هو سيناريو يتكرر كل سنة ويتردد علينا ابتداءً مع كل نوڤمبر حتى آخر أيام ديسمبر وفي كل مرة نشعر بالأزمة كأنها تحدث للمرة الأولى، فإننا على الأغلب ننسى الشعور اللحظي بعملية سريعة، فسرعان ما يحل محل شعورنا هذا شعور آخر او ذكرى حدث آخر تعلق بأذهاننا ولا تبقى اثار لهذه الحزمة من الضغوطات او الحمّى الموسمية، ربما لأنها عارضة أو حمى عمل موسمية.

الاحتراق الوظيفي وحمّى العمل

قرأت مرةً مقولة لهيلين كيلر: ”لا يتحرك العالم بدفعات الأبطال الجبارة فحسب؛ بل خلال إجمالي الدفعات الصغيرة لكل عامل مخلص“

التفت حينها لكل تلك الجهود التي قد تُبذل بقصد او بغير قصد من كل زملائي في مقر العمل، حيث أن عجلة التنمية لا تدور باستمرار إلا بتلك الجهود الصغيرة المبذولة من كل جانب وبكل قصد ونحو كل معاني الإخلاص، برغم شعورنا جميعاً بالضغط والتراكم الذي يقع فوق اكتافنا الا اننا مازلنا في كل صباح نتجاهل وهم الاحتراق ونتحصن بلقاح الإخلاص ضد حمّى العمل الموسمية.

التسوق

إقرأ المزيد

المزيد مثل هذا